عصابة السفير دينيس روس

"غَرَّدَ" على "X" بما يشبه النعيق السفير الأمريكي دينيس روس مقترحاً إطلاق سراح المحتجزين في غزة و خروج كل قادة المقاومة من غزة و بذلك يعم بنظره السلام في غزة. كنتُ أظنه ذكياً. عموماً، رددتُ له باقتراح خروج الصهاينة للولايات المتحدة وبذلك تصفو فلسطين منهم ومن شرورهم و يعم السلام بالمنطقة. هو لم يقرأ ردِّي لأنه سفيرٌ مشغولٌ باستراتيجياتٍ عاليةَ التأثير علينا و على روسيا و الصين و إيران نحن الذين لا يرانا إلا نوعاً من المخلوقات العبء على البشرية.  هذا هو روس صديق الزعماء والوزراء العرب الذي في سلسلةٍ من الرسائل القصيرة بعد فجر السابع من أكتوبر دافعَ عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها و كالَ اللوم على حماس.  هو قالَ أكثرَ عندما أَكدَّ أنَّ زعماء عرب تحدث معهم علي انفراد تمنوا القضاء علي حماس و أنهم مضطرون علناً أن يكونوا مع الفلسطينيين في غزة و سِرَّاً ضد حماس و مع "إسرائيل".  روس قال أنه عندما قصف سلاح الجو الأمريكي الفلوجة في العراق و الرقة في سوريا قُتِلَ الكثير من المدنيين، و هو بذلك يُشَبِّهُ غزة المقاومة بالفلوجة و الرقة من حيث سيطرة داعش علي الرقة و المقاومين العراقيين على الفلوجة و يُبَرِّرَ مقتلةَ المدنيين من جهة و "دعشنة" المقاومة في غزة.  هذا الرجل الذي كان ركناً ركيناً ويبقى راسماً لاستراتيجيات أمريكا ينتمي للنسق الرسمي للخارجيّة الأمريكية التي تنفي استهداف المدنيين في غزة مثلما نفت دفن المدنيين تحت أنقاض الرقة و الفلوجة.  

 

و لم يكتفِ جو بايدن باتهام المقاومة بقطع رؤوس الأطفال ثم استرد بيتهُ الأبيض هذا الاتهام الكاذب، فها هو اليوم يدين كذبةً جديدةً عن اغتصاب المقاومة للنساء اليهوديات المأسورات بعد ٧ أكتوبر.  بالدلائل جمعت "إسرائيل" لفيفاً في الأمم المتحدة و"أثبتت" لهم بشهادات المُغتصبات أن حماس ارتكبت هذا الجرم و ما هو أفظع من التمثيل بهن بعد تعذيبهم و قتلهن.  حتى أن وكيلة الأمين العام للإعلام خرجت بتغريدةٍ مؤيدةً للطرح الصهيوني و أصدرَ برنامج الأمم المتحدة للمرأة بياناً عنيفاً أدانَ حماس وتنكيلها بالنساء.  الموجة الآن ليست لدعشنة المقاومة بل لتدنيس شرفها بأنها مُغتصبةَ نساء و أطفال.  و هو اتهامٌ يتصل بشكل وثيقٍ بالمسار الصهيومسيحي المتزمت الذي يحكم أمريكا اليوم و الذي يخترع كل شنيعٍ عن العرب مسلمين ومسيحيين. و هو اتهامٌ خطيرٌ كونه نُقِلَ للأمم المتحدة و كون مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية تعهد بملاحقة جرائم الحرب منذ ٧ أكتوبر.  هذه المحكمة التي لا تضم في عضويتها لا الولايات المتحدة و لا "إسرائيل" لرفضهما أي ملاحقة لجنودهما من أي جهةٍ.   و لا تضم روسيا و الصين و الهند، للعلم. أي أن المقاومة تصارعَ العدو مباشرةً عسكرياً و سياسياً و معيشياً و قانونياً و إعلامياً و تصارع جوقات المشككين العرب الذين يتبنون كل اتهامات العدو و يتمنون محو المقاومة.  لا شك أنها حربٌ شعواء تحتاج فيها المقاومة لكل عونٍ في كل المجالات و أتسائل تحديداً عن الأفراد و المؤسسات الفلسطينية الفاعلة و المالكة للموارد من هذه الحرب.

 

إن دينيس روس مُوَّجهٌ خطيرٌ و مؤثرٌ في الأوساط الأكاديمية و الرسمية السياسية.  يُستمعُ له و تُطلبُ مشورته.  و هو يدعو للغلبةِ الصهيونية، مثل زميله الأصغر وزير الخارجية بلينكن، فكليهما يدينان باليهودية و يميلان بلا تردد لنصرة "إسرائيل". لكنه، روس، يتكلم عن كيانٍ فلسطيني اقتصادي و حريةَ حركة للفلسطينيين في هذا الكيان المتعاون مع "إسرائيل". لكنه كيانٌ غير مقاوم أو مسلح.  هو شيئٌ من المناطق الحرة الانتاجية أو المزارع الشاسعة أو المناطق المحددة مثل التي خلقوها للسكان الأصليين و يسمونها Reservations.  لكن بعد القضاء علي المقاوم و بمعونةٍ من المطبعين و علي رأس قائمته السعودية التي يرى تطبيعها مع "إسرائيل" النقطة الفارقة التي تتعدَّى حتى معاهدة كامپ ديڤيد. 

 

قد تكون "إسرائيل" أوهن من بيت العنكبوت لكن العقارب معها و سمومهم قاتلة و منتشرة و معهم من هم منا سراً و علانيةً. و كلما استأسد المقاوم ازدادوا ضراوةً و مكراً لقتله و تشويهِ شخصهِ و معدنهِ. هذا المقاوم يحتاج المدد بأنواعه، فمن معهُ و من لهُ؟ سؤالٌ يكادُ أن يكون بلا جوابٍ.

 

Previous
Previous

السلام من القوة

Next
Next

الرد العربي  في زمن "الباكس الصهيونية"