المسؤولية المجتمعية

للهِ في خلقهِ شؤون و للناسِ فيما يعشقون مذاهب. قَوْلٌ يترددُ عندما يرى الإنسان فِعْلاً يخرج عن نطاقِ المعقول و لا يصلُ لدرجةِ الإسفاف. منه مثلاً ما كان يفعلهُ ناپليون بوسطِ البلد عندما كان يتمشى بملابسه الغريبة لكن الأنيقة. لا يؤذي و لا يسفف لكنه كان عملاً غير تقليدي و غير معقول لعامةِ الناس.

 

هالني حقَّاً مزادُ نمرة سيارة بأكثر من نصف مليون دينار. ما قيمة رقمٍ مميز على سيارة في شارعٍ تلفحهُ الرياح و الأمطار و طين الأرض و تدبله الشمس؟ إنه فِعْلٌ غير مؤذٍ بحد ذاته و صاحب المال و الرقم المميز حُرٌ بماله و برقمه، لكنه فِعْلٌ به ما به. كُلٌ حُرٌ بمالهِ و قضايا المحاكم تشهدُ على قصصٍ لأبناء أو إخوة حجروا على أباء و أشقاء بسبب التبذير المغفل أو البخل الظالم. امتلاك المال لا يعني الحريةَ المطلقة لتبذيره أو لحجبه عن أوجه الصرف المشروعة. 

 

في تناقضاتٍ معيشيةٍ ملموسةٍ و مشاعرَ مخنوقةٍ من القنطِ و اليأسِ و قِلَّةِ ذات اليد لا يُدركها الغني أو لا يريد يجب السؤال عن المسؤولية المجتمعية تجاه مزادٍ لا يعني للغالبيةِ العظمى من الناس شيئاً لكن مجرد الإعلان عنه يُثيرُ من الأذى الشيئ الكثير. المسؤولية المجتمعية تقتضي فعلاً وقفَ مظاهر التبذير. إنها مسؤولية الدولة. المجتمع لا يتحمل تبذيراً على رقمٍ أو تافهٍ من فنان تُصرف عليه الأموال و في الخلفيةِ شبابٌ عاطلين عن العمل و أُسرٌ عفيفةٌ مستورةٌ تنتظر الفرج و أيتامٌ و مرضى.

Previous
Previous

أربيل و إسرائيل

Next
Next

المارقة