أعيرونا سكوتَكم

 بالفصحى الواضحة و لكل المقاومين و السياسيين و المحللين و ممثلي الدول التي تسمُ نفسها بالمقاومة: إصمتوا. لا نريدُ أن نسمعَ عن خطوطكم الحمراء و لا صواريخكم المباركة و لا مُسَيَّراتِكُمْ و لا مناوراتكم و لا تنبؤاتكم. اقضوا حوائجكم بالكتمان فإن الكتمان أفضلَ من التصريح بالعمل الذي لا يحصل فيصير التصريحَ أجوفَ من طبل.

 

ثُمَّ ما هو بالنسبةِ لنا كأغلبيةٍ مسلمة الأهم للدفاعِ عنه؟ أهو الله و الإسلام و الرسول و العرض أم المباني؟ أمس فقط و لكن كل يوم فعلياً يتجرأ حثالة البشر على الله و الإسلام و الرسول الأكرم عليه الصلاة و السلام و على العرض العربي. نعم، هم داسوا عتبات و حجارة المسجد القبلي و الأقصى و حرم الصخرة لكنهم مارسوا البذاءة العلنية أمام الإعلام بحق الأقدس لدينا. و ما رمشت عينٌ. طبعاً، لعناهم وسببناهم و دعونا عليهم و شتمناهم و من معهم و تداولنا تصرفاتهم البذيئة المصورة و المحكية و أوسعناهم تحليلاً. من عبارة أنهم تجاوزوا كل الخطوط الحمر لعبارة أنهم مهزومون في الداخل. و كل هذا تفاهات عربية مقابل بذاءات علنية و انتصارات صهيونية. فيا ليتَ من صرخ و صرَّح سكتَ. إنكم لم تتحركوا للدفاع عن الأقدس. أليس هذا قمة العيب؟

 

الحروب مأساةٌ و خوضها يحتاجُ الصبر و المكر. و يحتاجُ الكتمان حتى اللحظة الأخيرة. إسرائيل ليست ساذجةً لتخاف و لا غبيةً لتتجاوز عن معلومة فلماذا تقديم الهدايا لها عبر التصريحات بالإنجازات و التهديد بالويلات و ها هي لم تترك فاحشةً إلا و سمحت بها يوم أمس و لم تخف و لا ارتدعت. و من يهدد بالانتقام عليه أن ينتقم من نوع الاعتداء. و إلا فليبلعها و يشد على جراحهِ و يصبر و يكتم و يمكر ليوم الانتقام.

 

و إلى ذلك اليوم، رجاءً أعيرونا سكوتكم. الصمتُ أبلغُ. صدقوني!

Previous
Previous

إشكالية السيادة و الدفاع

Next
Next

الممثل والسياسي