عندنا النظافة لیست من الإیمان
ھل یجب أن تمر زیارةٌ عالیة المستوى بكل ساحات البلاد لیتحرك مسؤول وجمعیة ومواطن بحملة للنظافة؟ ألیست عبارة النظافة من الإیمان من أوائل رزم المعارف التي ُترمى على الصغار؟ ثم ینسونھا والكبار. ألا تخجل البلدیات وأصحاب المحال و قبلھم البشر المتسببون بالفوضى و بقلة النظافة من حال بلداتھم و محالھم و التشوه المستمر لأماكن تواجدھم؟ لماذا تنفصم النظافة عن الإیمان في الأماكن العامة و تنحصر بالبیوت ثم تتوقف على عتباتھا و ما وراءھا ساحات مسموحٌ بھا كل أشكال التقذیر؟
تعالوا في جولة على بعض الأحیاء والأسواق بدءً من غیاب أرصفةٍ و مماشي آمنة للناس في الشوارع إلى المحال المعتدیة على الرصیف إن وجد و على حرم الشارع و إلى الیافطات المھترئة و المتقذرة بالتراب وما حولھا من نفایات و ما ُیرمى في الحاویات ثم ینتھي حولھا. أنظروا في من یرمي من السیارات الأنیقة و المزریة و بعض العامل الذي یدخل بیتك بملابس لیست فقط غیر مناسبة للعمل بل ھي ببعض الأحیان معیبة. تطلعوا فتجدوا الناس مجموعتین: مجموعةٌ لا تبالي و مجموعةٌ معتزلةٌ. التي لا تبالي لا تسأل و لا تھتم و لا یضیرھا نظرة لائم أو نصیحة ناصح و ستفعل ما ترید بوقاحةٍ و من غیر تحسب لحساب. و المعتزلة تقفل الشبابیك و الأبواب و تئرز بعیداًمخافة العدوى و إن تعاملت فتتعامل بحذرٍ یقترب من القرف مماتراه. ولو كان ھناك جیشٌ من عاملي الوطن یلحقون الناس للتنظیف وراءھم والناس لا یھتمون و لا یرتدعون فلن ینفعوا بشيء.
ما ھو التفسیر لھذا و كیف یصل المجتمع لحالة قبول تدھور النظافة العامة؟ ھذه تحتاج بحثاً وافیاً لكن بعض التفسیر یأتي من التربیة التي لا تحترم العموم و ترتبط بأنانیة الإنسان بمعنى "أنا و فقط". و بعض التفسیر ھو من السیاسة بمعنى أن المواطن ینتقم من حكومته بھدر الموارد عبر التخریب و السرقة و بضمنھا استمراء التقذیر "جكارةً". و بعضھا یرمي اللوم على قوانین قاصرة وتنفیٍذ لھا غیر جدي حتى إن ُوجدت. وبعضھاعلى قلة الموارد وكثرِة المشاكل. ھي كل ھذه الأسباب لكنني أرمي بالوزن الأكبر على المواطن الذي بمكانه أینما كان یجب أن یكونَ نظیفاً.
ٌمع نعمة الإسلام و الطھارة و الوضوء لا یمكن أن تتعایش الوساخة و القباحة مع الإیمان. لكنھا تفعل. إنه إنفصالُ الاعتقاد عن المعاملة و بصراحة إنه سوء فھم للدین و المعاملة و نفاق باطني وظاھري.
إن اللهُ لا یغیرُ ما بقومٍ حتى یغیروا ما بأنفسھم.